الاردن ولبنان : تصحيح الخطأ واجب

الاردن ولبنان : تصحيح الخطأ واجب

البابا مع الملك الاردني وزوجته

لطالما وقف الاردن الى جانب لبنان الرسمي، ولطالما عرف الملك حسين الراحل بصداقته للبنان، وأن الاردن استقبل الكثير من اللبنانيين خلال الحرب. والملك عبدالله سار على الطريق نفسها. لكن ما قالته زوجة الملك عبدالله الملكة رانيا العبدالله في الفاتيكان للبابا ليون الرابع عشر عن لبنان، مناقض تماما للعلاقة التي تربط البلدين. لانه كلام رسمي في لقاء على مستوى الفاتيكان، وليس مجرد كلام التقطته الكاميرات لشخصية عابرة. وعليه هناك سلسلة ملاحظات:

اولا ان البابا ليون الرابع عشر يأتي الى لبنان، تمامًا لان اوضاعه صعبة وهو يعرف خطورة الوضع اللبناني. والبابا بصفته راعيًا للسلام، يأتي في رسالة سلام الى المنطقة ولبنان وتركيا، لدعم مسيحيي لبنان والمنطقة الذين يتركون الشرق الاوسط تحت وطأة الحروب والاضطهادات. وللتذكير فان البابا ليس مجرد رئيس دولة بل هو رأس الكنيسة الكاثوليكية التي يمثل المسيحيون في لبنان جزءًا اساسيًّا منها. 

ثانيا ان نصيحة الملكة الاردنية، عدا عن كونها هفوة بروتوكلية، خطأ سياسي يستهدف لبنان. كما لا يمكن عزلها عن سعي الملكة نفسها الى صياغة علاقات مع الفاتيكان التي تزوره دائما، بحيث تعاطت معه على ان لها دالّة عليه. والاردن سبق ان استقبل الباباوات بولس السادس ويوحنا بولس الثاني وبنديكتوس السادس عشر وفرنسيس. والزيارة في حدّ ذاتها كانت تتضمن دعوة البابا لزيارة الاردن ومغطس عماد السيد المسيح.

ثالثا ان تحذير البابا اتى حصرًا في ما يتعلق بالوضع اللبناني وليس بزيارته الى تركيا. وهذا يفتح باب الاجتهاد في رؤية الاردن لما هو عليه الوضع اللبناني. لا سيما ان لبنان يتعامل مع الحدث الباباوي على قدر كبير من الاهمية لانها ستضيء على الوضع اللبناني وتساهم في تفكيك الالغام التي تعترض السلام فيه. وهذا يفترض بالاردن كما بغيره ان يقف الى جانب لبنان لا العكس.

رابعا ان كلام الملكة الاردنية كان يستوجب ردًا لبنانيًا على مستوى الحكومة والخارجية والسلطات المعنية، لكن معروف ان هذا لن يحصل، كما حصل مع دول اخرى. كما كان يستوجب توضيحا من الاردن، حيال موقف الاردن رسميا من لبنان. 

ولعل افضل ردّ كان جواب البابا نفسه، بانه آت الى لبنان في كل الاحوال. 

  

اقرأ المزيد من كتابات كافيين دوت برس