يوميّات مواطن غبيّ

طارق إبن جارنا أبو طارق عمرو 7 سنين... عفا الشطّور بيروح عالمدرسة... من يومين

 كان عيد ميلادو... أنا عرفت من البوالين يللي عبّت الشارع ودرج البناية وبلكون بيت أبو

 طارق... حلوة الفرحة... وخاصّة إنّو طارق هو البكري اسم الله...

طبعاً رفقاتو بالمدرسة إجو، وكلّ واحد حامل هديّة...

ما علينا...

تاني يوم بلتقي بأبو طارق... أكيد باركتلو بالمحروس، وعقبال الميّة.. شفتو مش ولا بدّ...

ما سألت... أنا بطبعي مش حشري... إجمالاً المواطن الغبيّ ما بيكون حشري، بيكون من

 جماعة: كلّ واحد همّو على قدّو... والحيط الحيط يا ربّي توصّلني عالبيت... وشو بدنا

 بخصوصيّات العالم... إنّو، مواطن... غبي!

بس بيظهر الغبا بيخلّي الواحد يصير وجّو قبول... بيلقطني أبو طارق ومباشرةً: يا جار،

 إنّو الصبي شو بدّو بالخلوي بالمدرسة؟

صفنت... ما استوعبت السؤال... تابع الجار: 

لمّا فلّوا رفقاتو مبارح شفتو موتّر بدال ما يكون مبسوط بالعيد وبالهدايا... قلتلّو: شو حبيبي، انبسطت اليوم؟... فرعط مطرحو وما جاوب.

سألتو: شكرت الماما عالغاتو والأكل يللي قعدت يومين تحضّرن كرمال رفقاتك؟

برم ضهرو ومدري شو طرفش... جيت بدّي عيّط، قالتلي إم طارق: لا ما بيصير ..هيدا تعنيف منزلي...روق!  شو القصّة يا إمّي؟

إنتو ما جبتولي هديّة؟

شه ..والعيد والغاتو والأكل وتعب الماما... وحنانها ومحبّتها...

بدّي موبايل! 

تطلّعت فيي إمّو تطليعة... إنّو شفت؟ صرت قايلتلك كذا مرّة الصبي عينو بتلفون.

مش بكّير عليك يا بيي؟

كلّ رفقاتي معن موبايلات إلّا أنا... وبلّش يعدّلي أسامي رفقاتو وأنواع تلفوناتن وحتّى مواصفاتها...

شو عرّفك بكلّ هالإشيا؟

كلّن بيلعبوا غامات بالصفّ... وما حدا بيلعّبني... بدّي موبايل.

بالصفّ... بالصفّ طارق؟ بيلعبو بالموبايلات بالصفّ؟

إيه.

والإستاذ ما بيقلّن شي؟

مبلا..بيبعتلن واتساب: عالسكت... اشتغلوا سايلنت.

وبلع أبو طارق بريقو... وجمدت أنا... قلّي: شو يا جار بجبلو خلوي؟


شو صار بعدين، ما بعرف. يللي بعرفو إنّي عم جرّب لاقي سبب يجعلني أنا، كمواطن غبي 

إفهم شو  بدّو ابن سبع سنين بالتلفون أصلًا؟ وبالتالي بالصفّ؟

أصول إسأل... بس هون مش لازم إسأل: طالما إنّو التلفون بحدّ ذاتو اسمو سمارت فون، 

يعني هاتف ذكي... فهذا يعني إنّو المواطن الغبي مفروض يسكت بحضور مواطن ذكي... حتّى لو كان هالمواطن موبايل!

اقرأ المزيد من كتابات كميل سلامة